الأحد، 17 يوليو 2011

أشرف عبدالمقصود معاق تغلب على إعاقته بس الحكومة عملت له إعاقة أخرى



عندما تضيق سبل الحياة برجل يعول أسرة مكونة من أم وخمسة أطفال أصغرهم فى الشهر الرابع من العمر وأكبرهم فى العاشرة من عمره فهذا أمر عادى، فغالبية المصريين يعيشون تحت خط الفقر، ولكن عندما تجتمع الإعاقة مع الفقر والذل، وعندما تضيق الحياة إلى حد انعدام أبسط حقوق الإنسان، تتحول المشكلة الفردية -التى تخص أشرف عبدالمقصود بذاته- إلى وجع فى قلب الوطن، وإلى حالة من المهانة والمرارة لا تترك أحدا منا فى حاله.

أشرف أصبح حالة ضمن آلاف يعانون من تجاهل مرير لمأساة يعيشونها كل يوم للوصول إلى لقمة العيش، فهو فقير ومعاق ويعول أسرة، وحينما قررت الحكومة منذ زمن ليس بقليل أن تساعد المعاقين بسيارات سعرها أقل بكثير من العادى، تحولت المساعدة لإعاقة جديدة فى طريق المعاقين لأن تلك السيارة المدعمة كالعيش المدعم والسكر المدعم وغيرها من الأشياء المدعمة وهما، فالوصول إليها شبه مستحيل.


والخطوات التى قام بها أشرف للحصول على السيارة هى كالتالى، أدفع 200 جنيه مصرى أو 500 للمستعجل وقم بالتقديم لإلحاق اسمك فى قائمة أسماء معاقين طويلة للوصول إلى الكومسيون الطبى، المكون من 6 أطباء من وزارة الصحة، ، لا يبذلون أى جهد للتحرك من أماكنهم، كل ما يقولونه «ارفع ايدك وحركها، قوم امشى وحرك قدميك» ثم رمى أوراق الحالة على الأرض و«اللى بعده» «وأنت وحظك» يوافقون على منحك السيارة أو يرفضون حسب أسباب يعلمها الله وحده، وتعقد هذه اللجنة بمستشفى المنيرة العام والنتيجة بعد شهرين.


يقول أشرف: «معظم المعاقين لأسباب نعرفها ونقدرها جميعا، يقدمون للحصول على السيارة من أجل بيعها وليس من أجل الاستفادة منها كوسيلة مواصلات أو بالأحرى الاستفادة منها بطريقة أخرى، وذلك بالطبع لأن المعاق الذى يعانى من الفقر لا يختلف عن السليم المعافى فى أنه يرتضى لنفسه البهدلة فى المواصلات العامة ليوفر ما فى الجيب لأنه لا يعلم ما فى الغيب».


الآن، يعمل أشرف على باب الله، يقوم بتصليح أجهزة تليفزيونية ولا يتعدى ما يحصل عليه شهريا 800 جنيه، يعيش فى شقة صغيرة بإمبابة إيجار جديد يدفع إيجارا قيمته 350 جنيها، والبقية نتركها للخيال لتخيل ما يمكن تناوله من طعام وشراب للبقاء شهرا كاملاً على قيد الحياة، كل ما يريده أشرف هو الحصول على السيارة التى أصبحت حلما لم يتحقق بعد رفض اللجنة طلبه، لتساعده فى التنقل بسهولة وسرعة إلى أماكن عمله ويستطيع توفير المال ليعمر قليلاً فى الحياة هو وأسرته.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق